الأحد، 25 يوليو 2010

الأربعون النووية .. الحديث الثاني والأربعون: سعة مغفرة الله

الأربعون النووية .. الحديث الثاني والأربعون:
سعة مغفرة الله
عن أنس قال: سمعت رسول الله صل الله علي محمد صل الله عليه وسلم يقول: { قال الله تعالى:
يا ابن آدم ! إنك ما دعـوتـني ورجوتـني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي،
يا ابن آدم ! لو بلغـت ذنـوبك عـنان السماء، ثم استغـفـرتـني غـفـرت لك،
يا ابن آدم ! إنك لو اتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتـني لا تـشـرك بي شيئاً لأتـيـتـك بقرابها مغـفـرة
}.
[رواه الترمذي:3540، وقال: حديث حسن صحيح].

شرح الحديث الثاني والأربعون:هذا الحديث من الأحاديث القدسية التي يرويها النبي عن ربه أنه قال جل وعلا:
{ يا بن آدم } الخطاب لجميع بني آدم، { إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك }، { ما } شرطية يعني: متى دعوتني ورجوتني. { دعوتني } أي: سألتني أن أغفر لك.
{ رجوتني } رجوت مغفرتي ولم تيأس، { غفرت لك } هذا جواب الشرط والمغفرة ستر الذنب والتجاوز عنه أي: أن الله يستر ذنبك عن الناس ويتجاوز عنك فلا يعاقبك.
وقوله: { على ما كان منك ولا أبالي } يعني على ما كان منك من المعاصي وهذا يشهد له قوله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53].

{ يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء } يعني: لو بلغت أعلى السماء، { ثم استغفرتني غفرت لك } يعني: مهما عظمت الذنوب حتى لو وصلت السماء بكثرتها ثم استغفرت الله بصدق وإخلاص وافتقار غفر الله لك.

{ يا بن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة } قرابها يعني قرب ملئها إذا لقي الإنسان ربه عزوجل بقراب الأرض أي: ملئها أو قربها خطايا لكنها دون الشرك
ولهذا قال: { ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مفغرة } وهذا يدل على فضيلة الإخلاص وأنه سبب لمغفرة الذنوب.

في هذا الحديث من الفوائد: أن الإنسان مهما دعا الله بأي شيء ورجا الله في أي شيء إلا غفر له.

ومن فوائده: بيان سعة فضل الله عزوجل .

ومن فوائده; أن الذنوب وإن عظمت إذا استغفرالإنسان ربه منها غفرها الله له .

ومن فوائد هذا الحديث: فضيلة الإخلاص وأنه سبب لمغفرة الذنوب وقد قال تعالى:

إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]
فنسأل الله تعالى أن يعمنا جميعاً بمغفرته ورضوانه وأن يهب لنا منه رحمته إنه هو الوهاب।

ليست هناك تعليقات: